بعد أن لاحظ النشطاء الفاعلين والمراقبين "تراجع إمكانيات ودور المجتمع المدني الفاعل على الأرض في سوريا" بدؤوا التفكير والتخطيط بكيفية العمل على "إعادة تفعيل دور المجتمع المدني ومنظماتهِ"، فأطلقوا حملة تهدف لإحياء هذا الدور وتذكير الناس بأهميته، كما يقول أحد النشطاء المشاركين في الحملة لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold".
سعيا لوصول الحملة إلى أكبر قدر ممكن من الناس عملت الحملة على التنسيق مع عدد من المؤسسات الإعلامية مثل راديو ألوان وسيريا أنتولد، لإيصال منتجات الحملة إلى أكبر قدر ممكن من الناس بهدف التذكير بأن "دور المجتمع المدني يجب أن يبقى فاعلاً حتّى في ظلّ السلاح فهو لا يستبدله بقدر ما يعمل على تمكين الترابط والتفاعل بين المدنيين ومفهوم الدولة"، علما أن الحملة تعمل على ضمّ المزيد من الشركاء الفاعلين على الأرض في الفترة القادمة، خاصة أن الحملة لا تزال في بدايتها و "ستستمر وسيتخللها حملات أخرى أدقّ تفصيلاً وأكثر وصولاً لتفاصيل المجتمع المدني".
ولتحقيق ذلك أقدمت الحملة على التواصل مع عدد من الفنانين وصانعي الفيديو لتحديد حاجة الحملة من المنتجات البصريّة، السمعيّة، والثوريّة على الأرض، وللتأكد من القدرة على تغطية تلك الحاجات، حيث تم التواصل مع "بعض الراديوهات لبثّ برامج الراديو في الإذاعات التي تعمل في الداخل السوري، كما تواصلنا مع الإعلام لتغطية الفعاليات بما يضمن انتشارها ووصولها".
ولهذا أنتجت الحملة فيديو تحت عنوان " ماهو المجامع المدني؟" وبرامج راديو وغرافيتي وبوسترز وكتيب تضمن شروحات حول تعريف المجتمع المدني وتاريخه والمهام الملقاة على عاتق مؤسساته بلغة بسيطة واضحة، تهدف إلى توضيح معنى المجتمع المدني ودوره لكافة الشرائح المجتمعية سعيا لاستعادة هذا الدور، عبر التشبيك مع القواعد الاجتماعية، وعملا على تذليل العديد من العقبات التي صادفت فريق العمل، وعلى رأسها عدم وجود "إيمان حقيقي بقدرة المجتمع المدني على صناعة التغيير بشكل خاص بعد أنّ فشلت العديد من الدعوات لإعادة إحياءه".
https://www.youtube.com/watch?v=0ZXhZDZDpVo
ولم تعمل الحملة على الدخول بصراع مباشر مع حملة السلاح، إذ لم يتم "التركيز على دور المجتمع المدني بوقوفه بوجه السلاح، ولكن بدوره بتصويب ما وصلت إليه الأمور في بعض المناطق من انتشار للسلاح وحكمه، والتعامل مع القادة والكتائب التي تحلّ مكان الدولة على أنها المسؤولة عن تأمين حياة أفضل وخدمات أفضل للمدنيين".
الحملة التي تنظمها مؤسسة اليوم التالي لم تقدّم نفسها "بمواجهة العمل العسكري، بل ركزت على دور المجتمع المدني بالربط بين المدنيين وحاجاتهم، وما تقدّمهُ العناصر الموجودة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام والتي تمثّل الدولة"، سعيا لاستعادة ثقة الناس بدور المجتمع المدني من جهة، ولتفعيل دور هذا المجتمع من جهة أخرى.
حملة إعادة إحياء المجتمع المدني: حملة تعكس وعي النشطاء السوريين بحجم المهام الملقاة على عاتقهم، وبحجم المعركة الشرسة بمواجهة القوى التي تعيق عملهم، والأهم وعيهم بأهمية المجتمع المدني وخطر غيابه أو تراجع دوره، ولذا هم يصبون كل جهودهم لمنع انطفاء الشعلة التي يحاربون لأجلها منذ عقود طويلة، ولم تكن الثورة التي اندلعت في آذار (2011) إلا تتويجا لها.